في خطوة بارزة نحو التصدي لتغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة، أعلن العراق عن إطلاق خطة وطنية طموحة تضم مجموعة من المشاريع المناخية الشاملة، تهدف إلى التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف مع تحدياته، مع التركيز بشكل خاص على الفئات السكانية الأكثر ضعفًا.
تم الإعلان عن هذه الخطة في ورشة عمل استمرت ليومين في العاصمة بغداد، نظمتها الحكومة العراقية بالشراكة مع صندوق المناخ الأخضر (GCF) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، بمشاركة عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية العراقية، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية ووكالات تمويل ومجتمع مدني.
وتهدف هذه الورشة إلى دعم العراق في تطوير مجموعة مشاريع قابلة للتمويل من قبل صندوق المناخ الأخضر، حيث تسعى البلاد إلى مواءمة خططها مع أهدافها المناخية المعلنة في “المساهمات المحددة وطنياً” (NDCs)، وتحقيق الالتزامات الدولية بموجب اتفاق باريس للمناخ.
وأكد المشاركون أن هذه المبادرة تأتي في وقت حرج، إذ يعاني العراق من تحديات بيئية متفاقمة أبرزها ارتفاع درجات الحرارة، وشح المياه، وزيادة وتيرة العواصف الغبارية، وانحسار الغطاء النباتي، ما يهدد الأمن الغذائي وسبل العيش، خاصة في المجتمعات الريفية.
وأشار ممثلو صندوق المناخ الأخضر إلى أن هذه الشراكة مع العراق تعكس التزام الصندوق بدعم البلدان النامية في بناء قدرتها المؤسسية، وتطوير مشاريع مناخية ذات تأثير ملموس، خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاعات والهشاشة المناخية.
وستشمل المشاريع المطروحة قطاعات متعددة منها: الزراعة المستدامة، وإدارة الموارد المائية، والطاقة المتجددة، والتخطيط الحضري، وتحديث البنية التحتية، مع إعطاء أولوية للمشاريع التي تعزز قدرة المجتمعات الهشة على الصمود في وجه التغير المناخي.
وأكد المسؤولون العراقيون أن هذه الخطة تمثل جزءًا من تحول استراتيجي في السياسات العامة نحو اعتماد مقاربة خضراء طويلة الأمد للتنمية، بما يضمن بناء مستقبل أكثر أماناً واستدامة للأجيال القادمة.
