د. محمد علي الميالي
عانى العراق على مر العقود الماضية من آثار الحروب الخارجية والحصار الذي استنزف موارده الطبيعية والبشرية وفكك أنسجته الاجتماعية والأسرية، من خلال استهداف دعائم المجتمع الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والصحية. وجاءت مرحلة التغيير بما فيها من تحديات داخلية وخارجية، وعقبات لابد من اجتيازها للوصول بالعراق إلى بر الأمان. ولا يمكن ذلك إلا بتظافر الجهود وتوحيد الصفوف. وهنا يأتي دور المنظمات غير الحكومية التي ينبغي لها أن تكون على قدر المسؤولية. ومن ضمنها منظمة ضوء الأمل للتنمية المستدامة التي تسعى للوقوف جنباً إلى جنب مع نظيراتها لمساندة الحكومية العراقية ومؤسساتها للقضاء على كافة أشكال الفقر والجوع وتوفير الأمن الغذائي وتعزيز الزراعة المستدامة، وضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبرفاهية تشمل جميع الأعمار. كذلك الوصول إلى مستوى متطور في التعليم والمنصف والشامل للجميع وضمان فرص التعلم مدى الحياة للجميع. وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات. والسعي لتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع. إضافة إلى حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة وبتكلفة ميسورة. ولا يكون ذلك إلا بتعزيز النمو الاقتصادي المطرد والمستدام للجميع، والعمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل اللائق للجميع، وإقامة بنى تحتية قادرة على الصمود وتحفيز الابتكار والتصنيع المستدام الشامل للجميع. وتطوير المدن والمستوطنات البشرية المستدامة والآمنة. واتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ والتصحر وتدهور الأراضي وفقدان التنوع، وآثاره على البيئة والحياة وكذلك حفظ الموارد البحرية والنهرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة. وحماية واستعادة وتعزيز الاستخدام المستدام للنظم البيئية الأرضية، وإدارة الغابات على نحو مستدام، ومكافحة التصحر، ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره، ووقف فقدان التنوع البيولوجي. وتسخير هذه الأهداف لتحقيق السلام والعدل وإنشاء مؤسسات قوية وتوثيق الروابط الاجتماعية وتعميق الروح الوطنية بين أفراد المجتمع العراقي، وإبراز جمال وأصالة المجتمع العراقي وثقافته السامية بألوانها المتنوعة. ومن أجل ذلك لابد من عقد الشراكات لتحقيق هذه الأهداف السامية.