الحرب.. بدايات مجهولة النهايات

الحرب.. بدايات مجهولة النهايات

د. محمد علي الميالي

قد يثير العدوان الإسرائيلي على لبنان تساؤلات ربما يكون أهمها هو عن “ماهية الأهداف من هذه الحملة الغبية وإمكانية تحقيقها”. خصوصاً بعد مرور عام كامل على العدوان على غزة والذي ما ازداد إلا وحشية وعنفاً دون تحقيق هدفه وهو : “تدمير المقاومة الفلسطينية”. وهنا قد نثير هذا التساؤل البديهي ولكن للأسف يتجاهله الطغاة والمتهورون، وهو: إن كنتم قادرين على بداية حرب، هل يمكن أن تحددوا نهايتها؟ بالتأكيد وحسب الخبراء الستراتيجيين على مر العصور فإن ذلك يعد من شبه المستحيلات. فإن الحرب لا يمكن توقعها “War is unpredictable” وهذا ما أثبتته الوقائع، التي أثبتت كذلك أن ما من حرب إلا وتبعها دمار سريع شامل لكل عناصر الحياة، الإنسانية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية والسياسية والنفسية.

من جهة أخرى، فقد أثبتت الوقائع التاريخية البعيدة منها والقريبة، بما لا يدع مجالاً للشك أن قتل القادة لا يحطم ولا يقضِ على الجماعات بل في غالب الأحيان يكون بداية للقضاء على الجاني. فما قتل الإمام الحسين عليه السلام إلا بداية لنهاية بني أمية، وما استفحال حزب البعث بقتل السيد الشهيد محمد باقر الصدر إلا بداية لزواله، وما قتل السيد عباس الموسوي إلا بداية لتضخم قوة المقاومة اللبنانية التي حررت أراضيها بعد 8 سنوات من استشهاده. والآن سنرى حسب سنن التأريخ، التي لا تبديل لها، أن استشهاد القادة في غزة والضاحية بدايةٌ لمرحلة تتمدد فيها المقاومة ويتقهقر فيها المعتدي.

خلاصة القول أن معظم الحروب لم تحقق أهدافها، ولم تجر على صانعيها غير ويلات الخسائر والدمار الانساني والاقتصادي والنفسي والاجتماعي والسياسي الذي يحتاج إلى عقود طويلة لتعويضه، إضافة إلى أنها لن تصنع من الخصم إلا عدواً صلباً شرساً لن يمنعه عن النصر والانتقام إلا توفر الظروف المناسبة.

من مكتبة منشوراتنا

منشورات ذي صلة

انضم الينا

Google reCaptcha: مفتاح الموقع غير صالح.